وإذا كان الأمر كذلك، فإن هذه الدعوة المباركة، تتحمل تبعات جسام فـي مسيرة الإحياء الإسلامى الجديد، تستدعي من أبنائها وأهلها أن يكونوا على قدر هـــذه التبعات، علماً وحكمة، وسعة وإدراكاً، وجهداً وجهاداً، وأثبت عند النوازل والفتن، عـلــــى مختلف أنواعها وصنوفه
بيد أن الأمر الذى لا يسعنا تجاهله، أو تجاوزه، هو أن هذه الدعوة وأهلها مـــن العلـمـاء والـدعـــــاة والـمفكرين والعاملين، يبقون بشراً من البشر، وتبقى جهودهم في هذا السبيل، جهوداً بشرية، يعتريها ما يعتري الجهد البشري من عوارض مختلفة، منها الزلل، ومنها الخطأ، ومنها الغلو أو الإفراط أو التفريط، ومنها الذهول عن بعض الحقائق المنهجية أو العلمية أو الواقـعـيــة، ومـنـهــا ضعف بعض النفوس، أو ضعف بعض الهمم، وهذه كلها سلبيات تقع لكل جهد بشري، فطرة الله، ولا عصمة لأحد من الناس بعد النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ، وهذه الحقيقة من شأن استحضارها أن ينفي الحساسية الزائدة من أى ممارسة نقدية أو تقويمية ذاتية تتوجه إلى الجهود الدعوية المرتبطة بالمنهج السلفي، وإذا كنا نتوجه بالنظر والتقويم والنقد والتصحيح لمجهودات إسلامية مختلفة، من فصائل وأحزاب وجماعات، على قربها أو بعدها من المنهج الرشيد، فلماذا نستنكف نحن أن نقوم أنفسنا، ونعيد النظر في مسار الدعوة السلفية كل حين، للكشف عن المعوقات، أو الآفات، والسلبيات، التي تعترض مـســــار هذه الدعوة، أو التي تشينها، أو التي تتسبب في فتنة الآخرين تجاهها، إن انتساب أى شـخـــــص أو حركة أو تيار إلى المنهج السلفي لا يعني منحه صك عصمة مفتوحاً، بحيث يكون كل قول له أو فعل أو سلوك أو تقدير حقاً لا مراء فيه، ورشاداً لا زيغ معه، واستقامة لا اعوجاج بها، فهذا كله غلو ينبغي أن تتنزه عنه الدعوة السلفية، ولابد أن نملك الجرأة والثقة التي تجعلنا نعيد تقويم جهودنا الدعوية، بعدل وإنصاف، وتواضع وجد، حتى لا تتـراكـــم الأخـطـاء، أو تتكاتف السلبيات، أو تتضخم الهفوات، بما يهدد وجود الدعوة ونكون عياذاً بالله فـتـنـة للناس، في تقديرهم وحكمهم على منهج الفرقة الناجية ذاتها، والدعوة السلفية بوجه عام
--------------------------------------------------------------
منقول من موقع الشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله تعالى